"مؤسسة غزة الإنسانية" تقرّ بعدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان المتفاقمة
"مؤسسة غزة الإنسانية" تقرّ بعدم قدرتها على تلبية احتياجات السكان المتفاقمة
وسط تحذيرات منظمات إغاثية وانهيار النظام الصحي، أقرت "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، بعدم قدرتها على تلبية احتياجات سكان قطاع غزة المتفاقمة، رغم استمرارها في توزيع المساعدات الغذائية منذ أواخر مايو الماضي.
وقال المدير التنفيذي الموقت للمؤسسة جون أكري في بيان صدر السبت: "نقدم المساعدات على نطاق واسع وبشكل آمن وفعّال، لكن لا يمكننا تلبية الاحتياجات الكاملة بينما تظل مناطق واسعة من غزة مغلقة" وفق وكالة فرانس برس.
وأكد أكري استعداد مؤسسة غزة للتعاون مع منظمات إنسانية أخرى وتوسيع نطاق العمل، موضحاً أنها تعمل مع الحكومة الإسرائيلية "لفتح مواقع إضافية في شمال القطاع".
استشهاد 17 فلسطينياً
بحسب الدفاع المدني الفلسطيني، استشهد 17 فلسطينياً السبت بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم ثمانية خلال انتظارهم الحصول على مساعدات قرب مراكز توزيع تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية".
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن خمسة قتلوا في محور نتساريم، وهي منطقة وسط القطاع تشهد اكتظاظاً هائلاً يومياً من السكان بحثاً عن الطعام، في حين قُتل ثلاثة في الجنوب.
في المقابل، قالت المؤسسة إنها "تنفي وقوع حوادث داخل مراكزها"، وأكدت أن طواقمها "تواصل تسليم الطعام بأمان"، مرجعة بعض الوفيات إلى إطلاق نار وقع "قرب قوافل تابعة للأمم المتحدة".
الجيش الإسرائيلي من جهته قال إنه "ينظر" في تلك التقارير، وكان قد أعلن سابقاً أن قواته تطلق النار فقط بعد طلقات تحذيرية إذا اقتربت حشود بطريقة تهديدية.
لكن شهود عيان تحدّثوا عن إطلاق نار مباشر من طائرات مسيّرة ودبابات.
نظام غير إنساني
اتهمت منظمات إغاثة دولية، من بينها منظمة أطباء بلا حدود، الآلية الحالية بأنها "غير إنسانية وخطِرة".
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوفر لوكيير: "نظام تقديم المساعدات المفروض ليس فاشلاً فقط، بل إنه خطر على المدنيين".
وتأتي هذه الانتقادات في ظل استمرار إطلاق النار شبه اليومي في محيط مراكز المساعدات، ما يهدد حياة آلاف المدنيين الذين يصطفون يومياً لتأمين الحد الأدنى من الغذاء.
آلاف الضحايا منذ بدء التوزيع
بحسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة حماس، فقد قُتل 450 شخصاً وجُرح نحو 3500 منذ بدأت المؤسسة توزيع المساعدات، مع غالبيتهم أصيبوا خلال محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع.
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن النظام الصحي في غزة بات "على وشك الانهيار الكامل"، في ظل نقص الوقود الذي يهدد بإغلاق ما تبقى من مستشفيات عاملة.
حرب دامية
اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023 عقب هجوم لحماس على إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم مدنيون، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
وردّت إسرائيل بشن حرب مدمرة على القطاع أسفرت حتى الآن عن مقتل 55,908 فلسطينيين، معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وفيما تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل القطاع، يتزامن ذلك مع تصعيد آخر بين إسرائيل وإيران منذ منتصف يونيو، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في غزة.